فيلو فوبيا الحب.. علامات رهاب الحب وأسبابه وكيف نعالجه؟
فيلو فوبيا أو الرهاب من الحب هي حالة مرضية تجعل المصاب يرهب الدخول في أي نوع من العلاقات العاطفية، حيث توجد لديه مجموعة من المخاوف التي تجعله يرفض فكرة الحب تمامًا، ما هي كيفية التعامل مع هذا النوع من الرهاب؟ وما الطرق التي يمكن من خلالها التخلص منه، ومواصلة الحياة بالصورة الطبيعية؟
فيلو فوبيا أو رهاب الحب
يرتبط هذا النوع من الفوبيا بالخوف من الحب والارتباط العاطفي، وتتجاوز فوبيا الحب مشاعر الخوف الطبيعية، لأنه من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالقليل من الخوف أو القلق تجاه المستقبل الخاص بالعلاقة العاطفية وما سوف يتبعها، أما الفوبيا فإنها ترتبط بقدر كبير من الخوف الغير عقلاني، الذي يؤثر سلبًا على الحياة اليومية ومواصلتها.
وتختلف هذه الفوبيا عن الرهاب الاجتماعي، لأن الرهاب الاجتماعي هو الشعور بالقلق المفرط عند التعرض إلى أحد المواقف الاجتماعية أو مواجهة عدد من الناس، أما رهاب الحب فإنه يقتصر على الخوف من الحب والدخول في علاقة عاطفية، وليس رهاب الناس بصورة عامة.
أعراض الفيلوفوبيا
مثل الأنواع الأخرى من الفوبيا، فإن هناك عدد من الأعراض الخاصة بهذا النوع من الرهاب، وعند الإحساس بوجود مشاعر الحب تجاه شخص ما، يوجد عدد من الأعراض الجسدية والنفسية التي تظهر على مريض فيلو فوبيا وتتمثل في التالي:
الأعراض النفسية
أهم الأعراض النفسية التي يمكن تظهر على مريض الفيلوفوبيا هي:
- تمتلكه الكثير من مشاعر الخوف والذعر بمجرد الإحساس بالحب.
- البكاء في بعض الأحيان.
- التهرب المستمر.
- حدوث الغثيان واضطرابات المعدة.
- عدم القدرة على خلال العمل.
- الشعور بالقلق الشديد بمجرد التفكير في الحب.
الأعراض الجسدية
إلى جانب الأعراض النفسية هناك عدد من الأعراض الجسدية للفيلوفوبيا، والتي تختلف في الشدة من مريض إلى مريض آخر، وهذه الأعراض هي:
- التعرق الشديد.
- سرعة ضربات القلب.
- الرجفان في بعض الحالات.
- الشعور بالغثيان وحدوث اضطرابات في المعدة.
أسباب فوبيا الحب
فوبيا الحب يمكن أن تنتج عن العديد من الأسباب، ولقد توصل العلماء إلى أهم هذه الأسباب التي يمكن أن يترتب عليها وجود رهاب من الحب وتجنبه بكل الطرق الممكنة مع التهرب منه، ومن أهم أسباب الفيلو فوبيا ما يلي:
1- صدمة في الماضي
تشير الدراسات العلمية أن أكثر الأشخاص المعرضين للإصابة برهاب الحب هم من تعرضوا إلى تجربة أليمة في الماضي، ويمكن أن تكون هذه التجربة هي تخلي أحد والديه عنه في الطفولة، أو كثرة وجود المشاكل والخلافات بين الوالدين بصورة مستمرة.
كما يمكن أن يكون السبب هو أنه تعرض في الماضي إلى تجربة فاشلة للحب، شعر بعدها أن قلبه مُحطم، وهو ما يجعله يُصاب بمرض فيلو فوبيا ويتهرب من الدخول في أي علاقة عاطفية، لأنه يخشى من إعادة التجربة المؤلمة التي حدثت له في الماضي مرة أخرى.
2- الأسباب الوراثية
هناك عدد من الحالات التي تصاب بمرض فوبيا الحب يكون السبب لديها وراثي، حيث يولد بعض الناس وهم لديهم ميل بالشعور بالقلق من الارتباط العاطفي، ومع التقدم في المراحل العمرية يمكن أن تزيد حالتهم إلى الأسوأ والسبب هو حدوث تغيير في وظائف الدماغ.
3- اضطراب القلق
هناك بعض البشر الذين يعانون من فيلو فوبيا الحب يكون لديهم اضطراب القلق، ويشعر المصاب بهذا الاضطراب أنه غير مرغوب فيه، ولا يستحق الحب، ولن يحبه أحد على الإطلاق، وهو ما يجعله يتهرب من فكرة الحب أو الزواج، لأنه يفكر بصورة دائمة في الانفصال أو الطلاق.
مضاعفات الرهاب من الحب
في حالة الإصابة بهذا النوع من الرهاب يجب أن يتم علاجه، حتى لا يؤثر على الحياة اليومية بالسلب، لأن تطور هذه الفوبيا يمكن أن يتطور إلى حدوث مجموعة من المضاعفات التي يجب أن يتم تجنبها، وتتمثل في التالي:
- العزلة الاجتماعية وعدم القدرة على الدخول في علاقات طويلة الأمد.
- الشعور بالقلق الدائم والاكتئاب.
- تعاطي المخدرات.
- هناك عدد من الحالات التي يصل معها الأمر إلى الانتحار.
العلامات الشائعة لرهاب الفيلوفوبيا
تحتوي السطور التالية على عدد من العلامات التي يدل وجودها على المعاناة من فيلو فوبيا وبالتالي لابد من التوجه إلى الطبيب النفسي والبدء الفوري في العلاج، حتى لا يتم حدوث أي مضاعفات، وهذه العلامات الشائعة هي:
- عدم القدرة على التخلص من التجارب التي تعرضت إليها في الماضي، والتفكير المستمر فيها مع الخوف من تكرار حدوثها.
- الشعور بفقد الثقة بالآخرين وخاصةً في حالة التعرض إلى الخيانة في السابق، وبالتالي يشعر أنه لا يستطيع أن يثق إلا في نفسه فقط.
- الرغبة في الانعزال وعدم ترك أي فرصة لشخص آخر بالتعمق في حياتك.
- الخوف المستمر من التعرض إلى تجربة تؤلم القلب مرة أخرى، حيث يتم الخوف من منح الثقة لأي شخص والدخول في علاقة عاطفية معه تنتج عنها حدوث الآلام مرة أخرى.
- قد يكون السبب هو العادات الشخصية الخاصة بك، وأسلوب حياتك الذي تريد ألا يحدث به أي تغيير عند الارتباط بأحد.
- في حالة الدخول في علاقة عاطفية والشعور أن الطرف الآخر اصبح يمتلكك، أو الشعور أنك بدأت تفقد شخصيتك، فإن هذا يعزز من الرهاب من الحب.
طرق علاج الفوبيا من الحب
عند البدء في علاج هذا النوع من الرهاب فإن هناك عدد من الطرق العلاجية التي يمكن الاعتماد عليها، وأيًا كانت كيفية العلاج لابد من البدء فيها وعدم التأجيل حتى لا تتفاقم حالة فيلو فوبيا لدى المصاب، ويمكن العلاج كالآتي:
1) العلاج السلوكي المعرفي
يتم هذا العلاج عبر مجموعة من الجلسات مع المريض، ويقوم الطبيب في هذه الجلسات بتحديد كافة الأفكار السلبية والمعتقدات الخاطئة التي توجد لديه، وينتج عنها الدخول في حالة من الهلع عند التعرض إلى مصدر الرهاب.
وبعد تحديد الطبيب للمصدر يتم التحدث مع المريض حول الأفكار التي توجد لديه، والهدف هو تغيير الطريقة التي يفكر بها، وحصوله على عدد من الأفكار الإيجابية.
2) تمرينات الاسترخاء
يمكن أن يصف لك الطبيب عدد من تمرينات الاسترخاء، وكيفية التنفس بعمق، حيث تساعدك هذه التمرينات على الهدوء، وكذلك التحكم في الأعراض التي تظهر لديك والسيطرة عليها.
3) العلاج بالأدوية
في الحالات المتقدمة يتم استخدام بعض الأدوية، وعادةً ما تكون أدوية مضادة للاكتئاب، ولكن لا يتم تناولها إلا بإشراف الطبيب فقط.
طرق للتخلص من رهاب الحب
إلى جانب البدء في العلاج، تحتوي السطور التالية على عدد من الطرق التي يمكن من خلالها التخلص من فيلو فوبيا الحب بصورة أسرع وأكثر فاعلية، وتتمثل أهم هذه الطرق في التالي:
- تذكر الماضي: حاول أن تفكر في التجارب التي مرت عليك في الماضي حتى يمكنك تخطيها، حاول أن تتذكر ما حدث وكيفية تصرفك معه ثم تخطي هذا الأمر حتى يمكنك الحياة في الحاضر.
- لا تستمع إلى الناقد الداخلي: قد يكون داخلك ناقد يُخبرك أنك ضعيف أو غير مرغوب، ولكن يجب عليك ألا تستمع إلى هذه الأفكار السلبية، وألا تجعلها تقوم بالسيطرة عليك.
- تحدي الدفاعات النفسية: إذا تشعر أن بداخلك شيء يدفعك للابتعاد عن الحب خوفًا من المخاطر أو الألم، وللبقاء في الأمان، لابد أن تتخلص من هذه الأفكار لأن الحب والارتباط من الأشياء الهامة، وهو أفضل من البقاء وحيد.
تعرفنا عبر موقع ويكي فوبيا على الفيلوفوبيا وأهم أسباب الإصابة بهذا النوع من الفوبيا، مع العلامات الشائعة التي تدل على الإصابة بها، وكذلك طرق علاج الرهاب من الحب، وعدد من الطرق التي تساهم في التخلص من هذه الفوبيا.