أعراض اضطراب ما بعد الصدمة وعلاقته بالاكتئاب وطرق العلاج
اضطراب ما بعد الصدمة أحد الأمراض النفسية الخطيرة التي تصيب الأشخاص بعد التعرض لحدث صادم في حياتهم، ويعاني المريض من حالة من القلق والتوتر والخوف المستمر من تكرار هذا الحدث، وهو ناتج عن بعض التغييرات الكيميائية التي حدثت في الدماغ نتيجة هذه الصدمة، وليس له أي علاقة بالشخصية الضعيفة كما يعتقد بعض الأشخاص.
اسباب اضطراب ما بعد الصدمة
لم يستطع العلماء والباحثين حتى الآن تحديد السبب الحقيقي وراء إصابة بعض الأشخاص باضطراب ما بعد الصدمة وعدم إصابة البعض الآخر ممن تعرضوا لنفس الموقف، ولكن هناك بعض العوامل التي تزيد من فرص الإصابة مثل العوامل الوراثية، والصفات الشخصية للمريض، وعوامل الخطر الأخرى.
عوامل خطر اضطراب الكرب
على الرغم من عدم وجود سبب واضح إلا أن العلماء يعتقدون أن هناك بعض عوامل الخطر التي تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للمعاناة من هذا الاضطراب أكثر من غيرهم وتشمل هذه العوامل ما يلي:
- الصدمات العصبية طويلة المدى.
- الأحداث الصادمة في فترة الطفولة.
- الوظائف الخطرة مثل جنود الجيش ورجال الشرطة.
- المعاناة من أحد الاضطرابات النفسية مثل اضطراب القلق والاكتئاب.
- الإفراط في استخدام المواد المخدرة والكحوليات.
- عدم الحصول على دعم نفسي جيد من الأهل والأصدقاء.
- الجينات الوراثية إذا كان أحد الآباء يعاني من هذا الاضطراب.
- العنف الجسدي والاعتداء الجنسي والهجمات المسلحة والقتل.
شاهد أيضًا: علاج وسواس الأفكار التسلطية والتخلص من الوسوسة
أعراض اضطراب ما بعد الصدمة
قد تظهر الأعراض على المريض بعد التعرض لموقف أو حدث يذكره بالحادث المؤلم في حياته، وهذه الأعراض تؤثر على الحياة اليومية والعملية للمريض إذا لم يتم علاج المشكلة على الفور وتشمل أعراض اضطراب الكرب ما يلي:
تذكر الاحداث
- دائمًا ما تبقى الذكريات محفورة في رأس المريض مما يجعله يتذكر الحدث مرارًا وتكرارًا وكأنه يحدث للمرة الأولى.
- دائمًا ما يحلم بكوابيس أثناء النوم أو أثناء اليقظة نتيجة الذكريات الحية في الدماغ التي تتطفل عليه من وقت إلى آخر.
- يشعر بعدم الراحة الجسدية والنفسية عند تذكر هذه الأحداث المؤلمة.
الانعزال والتجنب
يلجأ الكثير من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة إلى تجنب جميع الأماكن والمواقف والأشخاص الذين يعيدون إليهم هذه الذكريات المؤلمه، وهذا يترتب عليه ما يلي:
- تجنب بناء أي علاقات عاطفية أو اجتماعية.
- العزلة وتفضيل البقاء واحدًا بعيدًا عن الأهل.
- لا يقدر الشخص أن يعبر عن مشاعره بشكل سليم.
- لا يبدي أي اهتمام بالأنشطة اليومية أو الأنشطة الاجتماعية.
- لا يتذكر جيدًا ما حدث في ذلك اليوم.
الانفعال والغضب
- القلق والتوتر بشكل مستمر.
- عدم القدرة على التركيز بشكل جيد.
- المعاناة من الأرق، والنوم لساعات طويلة وعدم الرغبة في الاستيقاظ.
- الشعور بشكل دائم بألم ووخز في جميع أنحاء الجسم.
- نوبات متكررة من الغضب والانفعال والهلع.
أعراض أخرى
- الشعور بشكل دائم بتأنيب الضمير والندم.
- أفكار سلبية تجاه المجتمع وتجاه نفسه.
- تسارع في ضربات القلب وصعوبة في التنفس.
- الصداع المستمر والدوار الذي يصل إلى فقدان الوعي.
- الأفكار السلبية عن المستقبل حيث لا يملك القدرة على التفكير بشكل إيجابي.
- يميل الأطفال إلى إعادة تمثيل الأحداث الصادمة أثناء اللعب.
قد لا تظهر على مريض اضطراب ما بعد الصدمة أي أعراض خلال يوم الطبيعي، ولكن عند مواجهة أي حدث ولو بسيط يذكره بالأحداث الصادمة التي مرت عليه تزداد شدة هذه الأعراض، على سبيل المثال ربما صوت طرق بسيط يذكره بحوادث القتل أو الاعتداء.
شاهد أيضًا: اشعر بخوف وقلق بدون سبب | إليك التشخيص والحل
اضطراب ما بعد الصدمة وعلاقته بالاكتئاب
هناك علاقة قوية بين كلًا من اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب، فلا يمكنك تحديد ما يصيب الشخص أولًا، حيث أن اضطراب ما بعد الصدمة قد يدفع الشخص للدخول في خانة الاكتئاب والعزلة نتيجة التوتر والتقلبات المزاجية المستمرة والخوف من تكرار هذا الحدث.
وفي الوقت نفسه يعتبر الاكتئاب والاضطرابات النفسية بشكل عام أحد عوامل الخطر التي قد تزيد من فرص الإصابة بهذا الاضطراب فور التعرض لأي أحداث صادمة غير قاسية بهذا الحد مثل الطلاق أو الانفصال، لذلك فالعلاقة بين الاكتئاب واضطراب الكرب علاقة قوية.
علاج اضطراب ما بعد الصدمة
هناك الكثير من طرق علاج اضطراب ما بعد الصدمة، ولكن يجب تحديد الطريقة المناسبة والفعالة لحالة كل شخص من قبل طبيب مختص، وقد يعتمد على أكثر من طريقة بناًء على التشخيص، وتشمل طرق علاج اضطراب الكرب ما يلي:
العلاج بالمواجهة
هذا النمط من العلاج مفيد للأشخاص الذين يعانون من الخوف والقلق من التعرض للصدمة مرة أخرى، لذلك يحرصون على تفادي أي موقف أو مشاعر وأشخاص تذكرهم بهذه الأحداث الصادمة، ومن خلال العلاج يستطيع المريض السيطرة على الأفكار التي تنتابه تجاه هذا الحدث، والتخلص من الخوف من الماضي، وذلك يتم من خلال أربع عناصر هم:
- يقوم الطبيب بتوعية المريض عن المرض وشرح طرق العلاج.
- تدريب المريض على أنماط تنفس صحيحة لإدارة القلق.
- ترك المجال للمريض يتحدث باستفاضة عن الصدمة.
- تدريبه على التصرف بشكل سليم في المواقف التي تذكره بالصدمات.
شاهد أيضًا: الأدوية النفسية واثارها الجانبية ومضاعفات مضادات الاكتئاب
العلاج المعرفي السلوكي
من خلال هذا النمط من العلاج النفسي لاضطراب ما بعد الصدمة، يستطيع المريض فهم تأثير الصدمة والتحكم في الأفكار والمشاعر السلبية بشكل أفضل، وهذه أهم خطوات العلاج المعرفي السلوكي:
- زيادة الوعي لدى المريض تجاه آثار الصدمة وأهمية العلاج في جعل حياته أفضل.
- مساعدة المريض في التعرف على آثار الصدمة والأفكار السلبية على حياته ونظرته لنفسه والعالم.
- إكساب المريض مهارات تساعده على التخلص من الأفكار السلبية واستبدالها بأخرى إيجابية لتسريع التعافي.
- استعادة الأشياء التي تغييرات مع الصدمة مثل مشاعر الأمان، الثقة في النفس والأخرين.
إعادة البناء المعرفي
يتم من خلال هذا النمط تحديد الأفكار السلبية الناتجة عن هذه الصدمة وتغييرها إلى أفكار إيجابية بناءة، ويتم من خلال قيام المريض بتدوين جميع أفكاره في مفكرة وبمساعدة الطبيب يتعلم المريض التخلص منها واكتساب سلوكيات إيجابية مثل التحكم في مشاعر الغضب، والتخلص من احساس الذنب والتأنيب، وهذا يسبب تحسن كبير في أعراض اضطراب ما بعد الصدمة.
العلاج بالأدوية
على الرغم من أن جميع الدراسات أثبتت أن أنماط العلاج النفسي لها تأثير أفضل في علاج اضطراب ما بعد الصدمة من العلاج بالأدوية، ولكن بعض الأطباء يفضل الجمع بين الطريقتين وخاصًة في الحالات التي تعاني من أعراض شديدة.
وكانت الأدوية المضادة للاكتئاب وخاصًة من فئة مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية ذات تأثير إيجابي كبير في علاج اضطراب الكرب، ايضًا تم اعتماد كلًا من عقار زولفت وباسيل في العلاج وأثبت فعالية كبيرة.
شاهد أيضًا: ما أسباب الشعور بالخوف المفاجئ ونوبات القلق بدون سبب؟
ختامًا، نكون قد تعرفنا على ما هو اضطراب ما بعد الصدمة وأهم الأعراض التي تميزه والأسباب بالإضافة إلى طرق العلاج الشائعة والفعالة، ويجب عدم إهمال هذا الاضطراب النفسي الخطير لأنه يسبب الكثير من الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق والخوف وقد يؤثر على حياة المريض بشكل عام ويجعل حياته تتوقف عند هذا الحدث الصادم.