ضيق التنفس الوهمي المستمر | معلومات كاملة
ضيق التنفس الوهمي المستمر أو النفسي هو أحد الأعراض الناتجة غالبًا عن مشكلة نفسية، ولكن الكثير من الأشخاص بل الأطباء يخلط بين ضيق التنفس النفسي والعضوي حيث أن الأعراض في كلًا منهما متشابهة إلى حد كبير ولكن ضيق التنفس النفسي يكون حالة مؤقت مرتبطة عادًة بأحد المشاكل النفسية.
ما هو ضيق التنفس الوهمي المستمر؟
ضيق التنفس النفسي المستمر هو حالة يفقد فيها الشخص القدرة على التنفس بصورة طبيعية مع الشهيق والزفير الشديد والسريع المتتابع والمسموع، والبعض قد يعاني من حالة من الاختناق على الرغم من عدم وجود سبب عضوي لهذه الحالة.
وعلى الرغم من ذلك فإن أعراض ضيق التنفس الوهمي المستمر تكون أقل حدة وخطورة من ضيق التنفس العضوي، ويمكن التفرقة بينهم أن ضيق التنفس الناتج عن مشكلة نفسية يزيد في وقت الراحة ويقل مع النشاط الجسدي.
يتم تشخيص ضيق التنفس النفسي عن طريق قياس الجهد ويتم علاج ضيق التنفس الوهمي بعد تحديد السبب، وتجدر الإشارة أنه يجب التعامل مع هذه الحالة بكل جدية وعدم الاستخفاف من العلامات فإن غياب السبب العضوي لا يعني أن المريض يدعي.
أسباب ضيق التنفس الوهمي
أسباب ضيق التنفس العضوي غالبًا ما تتعلق بالبيئة المحيطة ومحفزات الحساسية والأمراض، ولكن مع ضيق التنفس الوهمي المستمر تتعلق الأعراض بالأعصاب والاضطرابات النفسية، وهذه قائمة بأهم أسباب ضيق التنفس الوهمي:
1. التوتر والقلق
العلاقة بين التوتر والقلق وضيق التنفس علاقة مترابطة فلا تستطيع تحديد السبب والنتيجة، حيث أن التوتر والقلق قد يسبب صعوبة في التنفس، وأيضًا يتطور لدى الشخص الذي يعاني من القلق والتوتر مشاكل صعوبات التنفس، وفي كل الحالات يمكن أن تحدث هذه النوبة بشكل مفاجىء أو تتطور حدتها على عدة أسابيع.
ويمكنك تميز صعوبة التنفس الناتج عن القلق من خلال أعراض ضيق التنفس الوهمي التالية:
- الشعور بالدوخة والتعرق الشديد.
- الشعور بالرجفة مع ضربات القلب المتسارعة.
- جفاف في الفم، والغثيان، والإسهال.
- ألم في المفاصل مع شد عضلي شديد.
- عدم القدرة على التركيز ومشاعر الخوف.
- صعوبة في التحدث مع أفكار غير منطقية وقد تكون مخيفة.
شاهد أيضًا: أعراض فوبيا التنفس وكيف تتخلص من ضيق التنفس النفسي؟
2. ارتجاع المرىء
تحتوى المعدة مع عصارة حمضية قوية الحموضة تساعد على هضم الطعام، كما أن هناك آلية خاصة في الجسم تساعد على عدم خروج هذه العصارة، ولكن في بعض الحالات المرضية قد يتسرب جزء من هذه العصارة مما يسبب شعور بالاختناق مصحوب بحالة من القلق والتوتر، ومع تكرار الأعراض قد تسبب نوبات من صعوبات التنفس.
3. نوبات الهلع
اضطراب الهلع هو أحد المشاكل النفسية التي تكون مصحوبة بالعديد من الأعراض الصعبة، ولكن الجسم يصدر رد فعل في هذه الحالة تسمى باستجابة الفر والكر، وهي حالة تسبب ظهور العديد من الأعراض أشهرها ضيق وصعوبات التنفس، وتكون مصحوبة بالقلق و الخوف الشديد وخاصة في النوبات المتكررة.
4. المشاكل والصدمات النفسية
الصدمات النفسية مثل الحوادث والموت والمشاكل تسبب في معظم الحالات الأفكار السلبية التي تسيطر على الشخص مما يسبب في افراز هرمونات مسؤولة عن القلق والتوتر، وكنتيجة لهذه الهرمونات يحدث صعوبة في التنفس أو انقطاع التنفس لثواني، وقد يكون هذا نتيجة حتمية لأحد أنواع الرهاب.
شاهد أيضًا: 10 أماكن مغلقة تسبب فوبيا الاختناق وضيق النفس، إليك العلاج
أعراض ضيق التنفس النفسي
من الصعب التفرقة بين أعراض ضيق التنفس الوهمي المستمر وضيق التنفس العضوي، ولكن التشخيص هو الذي يحدد هذه بشكل أكثر دقة، وهذه أهم العلامات والأعراض:
- تسارع في عملية الشهيق والزفير والتنفس.
- الشعور بثقل شديد على الصدر وضيق.
- الإحساس بكتلة في آخر الحلق والاختناق.
- تسارع ضربات القلب النفسي دون سبب عضوي.
- ألم في المعدة مع الغثيان والدوار.
- صعوبة في النوم مع مشاعر الضيق دون سبب.
- جفاف في الحلق والفم والتعرق.
- التوتر، القلق، الإحباط، الخوف، فقدان السيطرة.
- صعوبة في التركيز، وتذكر الأحداث، والتحدث.
- استحضار ذكريات الماضي الصعبة.
تشخيص ضيق التنفس الوهمي
تشخيص ضيق التنفس النفسي صعب للغاية وخاصة أن الأعراض تتشابه إلى حد كبير مع العديد من الأمراض الأخرى، أو متلازمة ضيق التنفس المزمن، ولكن يستخدم الأطباء احد الطرق التالية في تشخيص ضيق التنفس الوهمي المستمر:
- الفحص الجسدي: يطلب الطبيب من المريض أخذ نفس عميق، فإذا كان يعاني من ضيق التنفس النفسي المستمر فلن يجد صعوبة في فعل هذا لأن الأعراض مرتبطة بوقت محدد فقط وتنتهي المشكلة عنده، و في حالة ضيق التنفس المزمن يحدث العكس.
- فحوصات أخرى: يتم اللجوء إليها لاستبعاد أي مشكلة جسدية خطيرة، مثل: اختبار وظائف الرئة، الأشعة السينية والمقطعية، فحص الصدر، تحاليل الدم وغيرها.
شاهد أيضًا: ما أسباب الشعور بالخوف المفاجئ ونوبات القلق بدون سبب؟
علاج ضيق التنفس الوهمي النفسي
يعتمد علاج ضيق التنفس النفسي على الحالة الصحية للشخص وسبب ضيق التنفس الوهمي المستمر سواء سبب عضوي أو نوبات هلع أو سبب آخر، وبعض الأطباء يفضل الاعتماد على أكثر من استراتيجية علاج حتى الوصول إلى الإستراتيجية التي تناسب المريض، وهذه أفضل طرق علاج ضيق التنفس الوهمي:
1) العلاج بالأدوية
تستخدم الأدوية لبعض الحالات وخاصًة الذين يعانون من مشاكل نفسية مرتبطة بالقلق ونوبات الذعر والخوف، حيث أن الأدوية فعالة للغاية في التقليل من شدة الأعراض وتكرار عدد النوبات، ومن أشهر الأدوية المستخدمة في أعراض ضيق التنفس الوهمي المستمر ما يلي:
- مضادات الاكتئاب.
- مضادات القلق.
- أدوية علاج نوبات الذعر.
- حاصرات بيتا.
2) العلاج النفسي
يتم البدأ في أسلوب العلاج النفسي لضيق التنفس الوهمي المستمر مع العلاج بالأدوية، حيث يساعد العلاج النفسي على السيطرة على الأعراض والتقليل من نوبات الخوف والذعر، وتعتمد الإستراتيجية المتبعة على شدة الأعراض وأيضًا تفضيلات المريض، ولا يقتصر العلاج النفسي على المريض فقط بل يشمل الأسرة التي تتأثر بهذه النوبات، ومن أشهر أساليب العلاج النفسي ما يلي:
- العلاج السلوكي المعرفي.
- العلاج بالتعرض.
- تعديل سلوك المريض.
- تقنيات اليقظة الذهنية.
- التحفيز المغناطيسي.
3) تقنيات التنفس العميق
إذا كانت صعوبات التنفس النفسية غير مرتبطة بمشاكل عضوية تساعد تقنية التنفس العميق على تحسين جودة التنفس والشعور بالتحسن السريع عن طريق إدخال الكثير من الأكسجين إلى الرئة بهدوء، ويمكنك تطبيق هذه التقنية بسهولة في المنزل عن طريق الخطوات التالية:
- اختيار وضعية مريحة للجسم مثل الجلوس على كرسي مستقيم مع الحرص على استقامة الظهر، أو الإستلقاء على السرير ووضع وسادة أسفل الرأس.
- قم بوضع إحدى اليدين على الصدر والآخر في نهاية القفص الصدري، فهذا يساعدك على الشعور بالحجاب الحاجز ودخول وخروج النفس.
- قم بالتنفس من خلال الأنف بشكل بطيء حتى تشعر بأن الرئة تتحرك أسفل يدك، قم بشد عضلات البطن بقوة وتنفس من خلال الأنف والفم.
- قم بتطبيق هذه التقنية حوالى عشر مرات يوميًا ومع الاستمرار سوف تصبح قادر على التنفس بشكل صحيح دون أي مجهود.
شاهد أيضًا: الأدوية النفسية واثارها الجانبية ومضاعفات مضادات الاكتئاب
ختامًا، ضيق التنفس الوهمي المستمر حالة صحية لا يجب التغاضي عنها على الرغم من عدم خطورتها العضوية، ولكنها تؤثر على الحالة النفسية للمريض ونشاطه اليومي ونمط حياته، وبهذا نكون قد قدمنا لكم مقال شامل عن أهم الأسباب، الأعراض، والعلاج.