مرض البارانويا: 4 أسباب لجنون الارتياب ومدى خطورته والعلاج
مرض البارانويا أو جنون الارتياب والشك، هو أحد الأمراض أو الاضطرابات النفسية التي تدفع المريض إلى التفكير بطريقة تتسم بالشك وعدم الثقة في من حولة دون أسباب واضحة أو لأسباب غير منطقية، أعراض مرض البارانويا قد تظهر بشكل خفيف مجرد شعور بعدم الارتياح لبعض الأشخاص، وفي بعض الأحيان تكون عبارة عن أفكار شديدة قد تؤثر بشكل سلبي على الصحة العقلية للمريض.
أعراض مرض البارانويا
معظم الناس تمر عليه فترة من القلق وانعدام الثقة ومشاعر عدم الراحة تجاه بعض الناس، ولكن عندما تتحول هذه المشاعر إلى أفكار وأسباب غير منطقية قد يكون الشخص مصاب بجنون الارتياب والشك، وهذه أهم أعراض مرض البارانويا:
- مشاعر مختلطة من اضطهاد الأخرين له وأنه ضحيه لهم، وأن أحد لا يستطيع فهمه.
- الميل إلى الانعزال عن الناس وفقدان الشغل والثقة في الأخرين.
- الكثير من الأفكار المرتبطة بمرض البارانويا التي تجعل المريض في قلق وتوتر مستمر.
- التحول إلى شخص عصبي طوال الوقت ومندفع، مع الكثير من التصرفات العدوانية.
- يعتقد المريض أن هناك أفراد أو مؤسسات تحاول التجسس عليه وإلحاق الأذى به.
- الاعتقاد الدائم بأنه على صواب، ولا يستطيع التخلي عن هذه الأفكار أو الاسترخاء.
شاهد أيضًا: مرض السايكو: دليل شامل كل ما يخص الشخصية السيكوباتية
أسباب مرض جنون الارتياب
هناك العديد من أسباب الإصابة بمرض البارانويا، والتي تشمل مايلي:
قلة النوم
بتأكد لن يتأثر عقلك بمجرد عدم النوم بشكل كافي لمدة ليلة واحدة، ولكن إذا كنت تعاني من اضطرابات مستمرة في النوم، فإن هذا يؤثر على قدرتك في التواصل مع الآخرين وتصبح شخص أكثر قلقًا وتوترًا، وهذا قد يجعلك تصطدم مع من حولك، بالإضافة إلى أن اضطرابات النوم تسبب بعض الهلاوس والأفكار الغير منطقية، لهذا احرص على أخذ قسط كافي من النوم كل ليلة من 7 إلى 9 ساعات.
كيمياء الدماغ
المواد الكيميائية الموجودة في الدماغ والناقلات العصبية هي التي تتحكم بشكل مباشر في أفكارنا ومشاعرنا، وعند حدوث خلل في هذه المواد تتحول أفكار وسلوكيات المريض ويكون من الصعب عليه التحكم في مشاعره وهكذا يتطور مرض البارانويا، وتعتبر المواد المخدرة والكحول من أهم الأسباب التي تغير كيمياء الدماغ وتسبب تطور جنون العظمة.
شاهد أيضًا: كيف تعالج الرهاب الاجتماعي بنفسك في 7 خطوات ضرورية؟
الضغط العصبي
هناك فئة معينة من الأشخاص يعيشون حالة من التوتر والضغط العصبي طوال الوقت حتي في أوقات الفرح والسعادة، هذا الضغط العصبي يسبب تطور أفكار سلبية ويخلق حالة من الارتياب والقلق والحذر في التعامل مع الناس وهنا يمكن أن يتحول إلى مرض نفسي مزمن، لذلك احرص بشكل دائم على أخذ قسط من الراحة واقضي وقت ممتع مع الأهل والأصدقاء وتجنب أوقات العزلة.
الأحداث الصادمة
هناك بعض المواقف والأحداث الصادمة التي يتعرض لها الشخص تحول طريقة تفكيره بشكل كامل، وتعتبر مواقف الطفولة الصادمة هي أهم عامل يسبب تشوه في أفكار المريض ويجعله يفقد الثقة في جميع من حوله و يتوخى الحذر في جميع تعاملاته.
ما مدى خطورة مرض البارانويا؟
لا يشكل مرض البارانويا أي خطورة إذا حصل المريض على العلاج المناسب والالتزام بخطة العلاج التي يضعها له الطبيب، ولكن إذا حصل العكس فسوف يعاني من مشاكل اجتماعية كثيرة وقد يفقد الكثير من العلاقات وأحيانًا وظيفته، هذا بجانب بعض الاضطرابات النفسية المرتبطة بمرض البارانويا والتي تشمل ما يلي:
- اضطراب الشخصية: أحد الاضطرابات النفسية الناتجة عن مرض جنون العظمة ولكنها أقلهم تأثيرًا، حيث يسهل على المريض التعافي منها وتقل أعراضها مع التقدم في العمر والتي قد تختفي تمامًا في سن الخمسين، وهو اضطراب مرتبط بالشعور الدائم بالاضطهاد والخطر وانعدام الثقة.
- اضطراب الوهم: لا تظهر على المريض أي علامات تدل على وجود مشاكل عقلية أو نفسية، ولكن لديه اعتقاد وفكرة واحدة تسيطر عليه، مثل الاعتقاد أن من حوله يتجسسون عليه أو يحاولون إيذائه، أو أنه على علاقة عاطفية بأحد المشاهير، أو الاعتقاد أنه يعاني من أحد الأمراض الخطيرة على الرغم من إجراء الفحوصات اللازمة والتأكد من أنه بصحة جيدة.
- انفصام الشخصية: وهذا الاضطراب من أخطر الاضطرابات النفسية التي تنتج عن مرض البارانويا، وتكون لدي المريض أفكار و هلاوس وأوهام غريبة وغير منطقية أو واقعية، مثل أن أفكاره يتم اذاعتها على التلفاز أو عن طريق الراديو، وعلى الرغم من أن العلاج قد يحتاج إلى وقت طويل حتى يظهر تحسن ملحوظ إلا أن التوقف عنه قد يجعل الأمر أكثر سوء.
شاهد أيضًا: إليك أهم طرق علاج الرهبه والخوف من الناس
علاج مرض البارانويا
لا يمكن التخلص من مرض البارانويا بشكل نهائي وتستخدم الأدوية لإدارة المرض ومنع تفاقم الأعراض حتى لا تؤثر على حياة المريض، ويعتمد العلاج على سبب المرض، وهذه أشهر طرق علاج البارانويا:
- العلاج النفسي: يهدف إلى تحسين سلوكيات المريض الاجتماعية، وتعزيز الثقة بنفسه والأخرين، وجعله يتقبل نفسه بجميع صفاته، بالإضافة إلى تحسين مهارات التواصل مع الآخرين.
- مضادات القلق: أحد الأدوية الفعالة للغاية مع الأشخاص الذين يعانون من القلق والتوتر والخوف من الآخرين، ولكن هذه الأدوية لا تستخدم إلا تحت إشراف طبيب متخصص.
- أما إذا كان يعاني من انفصام الشخصية فقد يحتاج الطبيب إلى إضافة أدوية الذهان بجانب مضادات القلق، ولكن قد يرفض المريض العلاج لاعتقاده أنه يضره.
- أما إذا كان مرض البارانويا ناتج عن تناول الكحول والمخدرات، فيجب علاج حالات الإدمان أولًا بجانب الحصول على الدعم من أحد برامج علاج الإدمان والمخدرات.
- تعلم مهارات جديدة تساعده على التكيف والتأقلم مثل تعديل السلوكيات، وتقنيات علاج القلق والتوتر، بجانب العلاج بالاسترخاء عن طريق الرياضة مثل اليوغا والمشي في أماكن مفتوحة.
- أما في حال كان المريض يعاني من أعراض مرض البارانويا بشكل خطير قد يهدد حياته وحياة الآخرين، فقد يستدعي الأمر دخول المستشفى حتى تستقر الحالة تمامًا.
خطورة مرض البارانويا إذا ترك دون علاج
يمكن أن يؤدي مرض البارانويا إلى مخاطر كبيرة للصحة العقلية والنفسية للشخص المصاب إذا لم يتلقى العلاج اللازم، يمكن لمرض البارانويا أن يسبب أعراض كثيرة مثل التوتر والقلق والاكتئاب والعصبية والتعب واضطرابات الأكل والنوم، يمكن أن يؤدي أيضًا إلى مشاكل في العلاقات الشخصية والعملية ويمكن أن يؤثر سلبًا على الأداء العملي أو الدراسي للمرض، لذلك يجب أن يتعامل المريض مع العلاج كعملية دائمة وليس مرحلة مؤقتة.
شاهد أيضًا: كيف أتخلص من الخوف من شخص معين؟ دليل شامل
ختامًا، مرض البارانويا أحد الأمراض النفسية الخطيرة التي لا تؤثر على المريض فقط بل تؤثر على جميع من حوله، ويعتبر العلاج اختيار إجباري لتجنب أي مضاعفات قد تؤثر على حياة المريض الاجتماعية، وبعض الحالات الخطيرة تستدعي دخول المستشفي، لذلك إذا ظهرت أي أعراض من السابق ذكرها قم بزيارة طبيب مختص.